الأحد، 5 أغسطس 2007

حرفان لا غنى عنهما في التربية

كثيرا ما قرأنا عن أمهات يصطحبن معهن كتيبة من الأقارب يقتحمن مدارس للاعتداء على المعلمات.. وذنب المجني عليهم من المعلمات والمعلمين أنهم عاقبوا طلابا على خرق النظم المدرسية.. صارت هناك «ثقافة» سائدة بأن تدليل العيال يجعلهم يحبون والديهم.. جميع رغبات العيال مستجابة ولا يسمع الطفل او الصبي (من الجنسين) كلمة «لا».. وحتى في الحالات التي يود فيها أحد الوالدين قول لا فإنه يبدأ في اللف والدوران وطرح تبريرات وأعذار.. في حين أنه من الواجب والضروري ان يكون لكلمة «لا» حضور قوي في قاموس أي بيت.. يقول ولد عمره 12 سنة: أصدقائي ذاهبون لتناول العشاء في مجمع قيس وليلى للتسوق فتجد الأب يحك رأسه: يا ولدي الساعة الحين تسعة مساء، والى ان تصل المجمع ستكون الساعة قد بلغت العاشرة، وعلى بال ما تطلبوا الأكل ويضعونه أمامكم.. يكون الوقت راح.. يعني ترجع ما بعد نص الليل.. وكلام كهذا فيه ثغرات كبيرة يستطيع الولد ان ينفذ منها: أبوي.. الساعة الحين تسعة إلا عشرة وبعدين راح نطلب سندويتشات.. يعني ما راح نتأخر وبالكثير أكون بالبيت الساعة 12 ليلا! من حيث المبدأ لا أريد لولدي ابن الـ12 سنة ان يبقى خارج البيت في رفقة أشخاص من غير الأقارب من الدرجة الأولى قبل أو بعد الساعة 9 مساء سواء أراد أكل سندويتش او تبن.. لست في حاجة الى تبريرات لأرفض رجاءه، بل استعين بكلمة لا يستغرق نطقها ثانية واحدة: لا!! .. الأمر لا يتعلق بالتسلط بل بوضع ضوابط.. ويتعلق ايضا بتعويد الطفل على احترام ما يقوله الوالدان.. الطفل الذي يحصل على كل ما يريد، يكبر وهو يفتقر الى ضبط النفس الذي هو من ضرورات الحياة بعد ان يبلغ سن النضج.. الطفل الذي لا يعرف ان «لا» تعني «لا» ينشأ عاجزا عن قولها لرفاق السوء عندما يغرونه بتناول «نَفَس» من سيجارة حشيش او شفطة من كأس خمر.. وبالتالي فـ«لا» التي يتراجع عنها الوالدان أسوأ من الإذعان التام لكل رغبات الطفل.. وسلوك الوالدين وصدقيتهما هي التي تترسخ في ذاكرته.. يا بنت بلاش سلسلة ذهب بلاش كلام فارغ!! فتبكي وترفض تناول الطعام، فيحدث التراجع: خلاص حبيبتي اشتري لك سلسلة وخاتم بعد.. يللا اغسلي وجهك واطلبي بيتزا بالتلفون!!

ليست هناك تعليقات: